نصّ كلمة الشاعر محمود درويش في أمسيته الشعرية في حيفا
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نصّ كلمة الشاعر محمود درويش في أمسيته الشعرية في حيفا
نصّ كلمة الشاعر محمود درويش في أمسيته الشعرية في حيفا
ماذا يفعل الشّعر في زمن المحنة الطويل؟
ماذا يفعل الشّعر في زمن المحنة الطويل؟
[color=deepskyblue]أحاولُ، ما استطعتُ، أن أنزع عن هذا اللقاء صفة الحدث... إذ أنّ من الطبيعيّ أن يلتقي المرء بماضيه الحاضر، وبأهله، ومشهده الطبيعيّ وعناصر تكوينه الأوّل. ولكن، ليس من الطبيعيّ، إلا في حياتنا غير الطبيعيّة، أن يصبح هذا اللقاء شأنًا عامًّا احتفاليّ المظهر. وليس من الطبيعيّ أيضًا أن أُسأل: ألا تخشي علي حياتك من زيارة الكرمل؟ وأن أُجيب: لا أتمنّي نهايةً أعلي... وأجمل... وأكمل!
[/size]هنا أنا الآن، دون أن أتساءل: لماذا نزلت علي الكرمل؟ ودون أن أضيفَ: كيف صعدتُ إلي الكرمل؟ إذ أني أعلم أني، بما يعنيكم منّي، وهو أن يكون صوتكم صوتي وصوتي صوتكم، لم أغب تمامًا ولا أحضرُ إلا لمامًا، لأنّ المجاز هو أداة الشاعر القادرةُ علي جعل الخياليِّ واقعيًّا، وعلي جعل الواقعيّ خياليًّا، دون أن تفقدَ اللغة طريق العودة إلي أرض مرجعيّاتها الأولي.
وهنا، تكوّنت مرجعيّاتي الوطنيّة وتبلورت ذاتي الشعرية، وسلكتُ الطرقَ الوعرة إلي مغامراتي. ومن علي هذه القمة، التي سمّيت بأنف الغزال، قفزتُ إلي ما وراء البحر، إلي مجهولٍ لا سرّ فيه... فليس للفلسطينيّ ذات ذاتية، ولا حقّ له في الوجود خارج صراع حقّه مع القوّة التي اقترحت عليه طريقًا وحيدًا للنجاة هو: أن يكون الخروج من الجغرافيا خروجًا من التاريخ. وقد تأذن له بتأليف أسطورته الخاصة شرطَ أن تكونَ ركيكةَ النهاية!
من سوء حظّنا أنّ الركاكةَ ماثلة أمامنا بعدّتها الكاملة. ومن حسن حظّنا أنّ البداية ما زالت مفتوحةً علي تجارب جديدة. وما يبدو أنه نهاية ركيكة ليس أكثر من فشل المؤلّف في السيطرة علي النصّ. لكننا نجحنا في أمر واحد: نجحنا في ألا نموت، حتي لو ارتكبنا من الأخطاء ما سيدفع هوميروس إلي إعادة يوليسيس إلي أكَلَة اللوتس ليُنسُوه طريق العودة.
لكننا لم ننسَ تاريخنا الذي نحاول إصلاح ما أصابه من عطب، بكلّ ما أوتينا من قوّة الذاكرة وتفاؤل الإرادة وعناد الصمود وبراءة الرومانسيين. حتي لو لم نكن كنعانيين، فليس من حقّ المؤرّخين أن يسلخوا عن هذه الأرض اسمها وأن يُشكّكوا بهويّة أصحابها الأصليين. ولأنّ الإسراف في البحث عمّن سبق مَن في بناء الأسطورة، ومَن كتب علي الحجر قبل الآخر... لا يخصّ سوي علماء الآثار العاجزين عن الإتيان بالبرهان، فإنّ حقّنا في وطننا الوحيد لا ينصاع إلي سجال البراهين المترف. لأننا نحن... نحن البرهان. إذ أننا لم نُولد في غير هذا المكان، ولم نضع علي الورق مشروعًا لبناء أمّة تبحث عن أرض خالية من السكّان!
ولأنّ للتاريخ طريقته الوحشية العشوائية في تحديد المصائر، ولأنّه لا يرحم ضحاياه، ولا يمتثل لأبطاله دائمًا. ولأنّ البشر هم ضحاياه ونتاجه في آنٍ واحدٍ، فقد أدركت الضحيّة الفلسطينية أن عليها، لتبقي وتُبقي حقَّها في الغد، أن تجري تمييزًا ما بين حقها في الوطن وحقها في دولة علي أرض وطنها الذي جعلته العملية التاريخية بلدًا لشعبين... لعلَّ سلامًا ممكنًا يحلّ علي أرض سمِّيت مجازًا بأرض المحبّة والسلام دون أن تتمتّع بهذه التسمية.
لكنّ اللحظة التاريخيّة الراهنة ظلّت تسخر من حلم هذا السلام، لأنّ عقليّة الجيتو الإسرائيليّة تقبض علي هويّتها المضغوظة كما تقبض علي قنبلة، وتخشي من اندماج محتملٍ بين اللاعاديّ والعاديّ، وتغلق الذات علي الذات خوفًا من هواء الآخرين. والآخرون جميعًا، من الدول المعتدلة و المتطرّفة ، يتوسّلون اتفاق سلام ما كامل التطبيع والأوصاف، مقابل كيان هزيل عليل يسمَّي دولة فلسطين، قد يُلبّي عطش الهوية الفلسطينية إلي سرابٍ في صحراء هذا العبث والخراب. لكنّ الجواب هو الجواب: تنازلوا أكثر إلي أن تصبح صورة المعتدلين صورة خونة، ويصبح المتطرّفون هم أبطال المحبطين القادرون علي الحلّ. وهكذا ينتقل صراع الحضارات والأديان من فرضية إلي واقع، لأنّ الفوضي هي بديل العدل. فوضي في كلّ مكان، وتعديل خرائط. ولماذا تعجبون - يقولون - فمن حقّ من رسم خرائطكم أن يجري عليها تعديلاً ضروريًّا لمتطلبات العصر الجديد.
لكنّ كوابيسنا لم تَزُجَّ بغزة في هذا المشهد، إلي أن صحونا من الغيبوبة علي علَم ذي لون واحدٍ يصرع علمًا رباعيّ الألوانِ، وعلي محاولة انتحار المعني علانية في الشوارع، وعلي أسري بزيّ عسكريّ يسوقون أسري عُراةً إلي كاميرا النصر. انتصرنا واستقلّت غزة عن الضفّة الغربية، وصارت لشعبٍ واحدٍ دولتان - زنزانتان لا تتبادلان التحيّة. فيا لنا من ضحايا في زيّ جلادين. وأدركنا أنّ لكلّ واحدٍ منّا أكثر من أبٍ واحدٍ، لا لأننا أبناء زنا، بل لأنّ الأنا المتضخّمة تعمي البصر والبصيرة. انتصرنا، ونحن نعلم أنّ الاحتلال هو المنتصر. فمن يصدّق، في هذه اللحظة أننا نؤتمن علي مصائرنا، وعلي مستقبل بلادنا الديموقراطي التعدّدي؟
سيجد الاحتلال من بلاغة الزيف ما يُشرّع له الوصاية وبناء المزيد من المستوطنات التي ستجعل إمكانية بناء الدولة الفلسطينية واحدةً من عجائب الدنيا، وهو الذي أسهم، هو الاحتلال لا سواه، في شحن المحاصرين المحبطين بطاقة العنف التي انفجرت داخل الأسرة الواحدة. المنتصر فينا مهزوم دون أن يعلم. والمهزوم فينا لا يتعلم درس الهزيمة. لكننا نؤمن بأنّ الروح الحيّة في هذا الشعب البطل الذي استعصي علي مشروع إبادته السياسيّة علي أيدي أعدائه، ستعرف كيف تضع حدًّا لجنون أبنائه، وكيف تمنع العبث المتربّص بالمعني، من قتل المعني!
آن لي أن أتذكّر أن هذا المساء مكرّس للشعر. فماذا يفعل الشعر في زمن المحنة الطويل، تعديلاً لسؤال أدورنو الشهير؟ أكاد أقول: لا شيء، وكل شيء في آن واحد. وبين اللاشيء وكل شيء، ثمة الشيء البسيط. يصبح البسيط هو الأصعب، لأن علي اللغة الشعرية أن تلملم شظايا الواقع وأن تكون وفيّةً لتاريخيتها ولتعاليها المجازي معًا. ويصبح الصعب هو الأبسط، لأن في اللغة الشعرية من مكر الاستعارات ومراوغة الغموض ما يجعلها توحي لنا بأنها تقول ما لا تقول ولا تقول ما تقول، وبأن المعني متخفٍّ في ما وراء الكلام. قيل إن الصدق يراد من الأنبياء وإن حسن الكلام يراد من الشعراء . فكيف تسفر بشاعة واقعنا عن حسن الكلام في عملية التحويل الكيميائيّ الكبري في مختبر الشّعر؟ وبعيدًا عن أخلاقية أو لا أخلاقية عملية صنع الجمال الكلامي من موادّ تراجيدية، فليس علينا أن نصدّق الشعراء إلا إذا أتقنوا هذا الكذب الصادق. فتلك هي طبيعة مهنتهم الخاصة: لا أن يقولوا الحقيقة، كما تراها آلة التصوير، بل أن يقولوا ما حُجِب منها، ورأوه بالحدس والخيال والرؤيا وشفافية الحلم.
إنّ علي أرض وجودنا الإنسانيّ والوطنيّ ما يستحقّ الحياة. وما يستحقّ أن نحيا له وبه ومعه، يتمرأي أوضح وأصرح، في تطوير ثقافة الحياة، وهي الهبة الإلهيّة الأسمي. وإذا كان لا بدّ من موت ضروريّ، فتلك تضحية نبيلة من أجل أن تكون الحياة أجمل وأسلس، لا من أجل رفع الموت إلي مستوي الغاية المشتهاة. إن الشعر هو المرافعة النوعيّة المجانية للدفاع عن الحياة وعن حقّنا في أن نحيا حياتنا كما نريدها، ببداهة وحرية وسلام، وهو دفاع عن الروح والذاكرة الجمعية والهويّة، دفاع عن الحبّ والجمال وعمّا في أعماقنا من موسيقي خفيّة وفرح. وهو مقاومة لكل ما يجعل الحياة عبئًا علي الأحياء، ومقاومة لكل ما يعيق حرية الإنسان وتطبيع علاقته مع ذاته ومع وجوده الإنسانيّ. إنه البحث عن الأمل، أو هو اختراع الأمل.
[color:5cc5=deepskyblue:5cc5]شكرًا لكم يا ملح هذه الأرض!
[/size]هنا أنا الآن، دون أن أتساءل: لماذا نزلت علي الكرمل؟ ودون أن أضيفَ: كيف صعدتُ إلي الكرمل؟ إذ أني أعلم أني، بما يعنيكم منّي، وهو أن يكون صوتكم صوتي وصوتي صوتكم، لم أغب تمامًا ولا أحضرُ إلا لمامًا، لأنّ المجاز هو أداة الشاعر القادرةُ علي جعل الخياليِّ واقعيًّا، وعلي جعل الواقعيّ خياليًّا، دون أن تفقدَ اللغة طريق العودة إلي أرض مرجعيّاتها الأولي.
وهنا، تكوّنت مرجعيّاتي الوطنيّة وتبلورت ذاتي الشعرية، وسلكتُ الطرقَ الوعرة إلي مغامراتي. ومن علي هذه القمة، التي سمّيت بأنف الغزال، قفزتُ إلي ما وراء البحر، إلي مجهولٍ لا سرّ فيه... فليس للفلسطينيّ ذات ذاتية، ولا حقّ له في الوجود خارج صراع حقّه مع القوّة التي اقترحت عليه طريقًا وحيدًا للنجاة هو: أن يكون الخروج من الجغرافيا خروجًا من التاريخ. وقد تأذن له بتأليف أسطورته الخاصة شرطَ أن تكونَ ركيكةَ النهاية!
من سوء حظّنا أنّ الركاكةَ ماثلة أمامنا بعدّتها الكاملة. ومن حسن حظّنا أنّ البداية ما زالت مفتوحةً علي تجارب جديدة. وما يبدو أنه نهاية ركيكة ليس أكثر من فشل المؤلّف في السيطرة علي النصّ. لكننا نجحنا في أمر واحد: نجحنا في ألا نموت، حتي لو ارتكبنا من الأخطاء ما سيدفع هوميروس إلي إعادة يوليسيس إلي أكَلَة اللوتس ليُنسُوه طريق العودة.
لكننا لم ننسَ تاريخنا الذي نحاول إصلاح ما أصابه من عطب، بكلّ ما أوتينا من قوّة الذاكرة وتفاؤل الإرادة وعناد الصمود وبراءة الرومانسيين. حتي لو لم نكن كنعانيين، فليس من حقّ المؤرّخين أن يسلخوا عن هذه الأرض اسمها وأن يُشكّكوا بهويّة أصحابها الأصليين. ولأنّ الإسراف في البحث عمّن سبق مَن في بناء الأسطورة، ومَن كتب علي الحجر قبل الآخر... لا يخصّ سوي علماء الآثار العاجزين عن الإتيان بالبرهان، فإنّ حقّنا في وطننا الوحيد لا ينصاع إلي سجال البراهين المترف. لأننا نحن... نحن البرهان. إذ أننا لم نُولد في غير هذا المكان، ولم نضع علي الورق مشروعًا لبناء أمّة تبحث عن أرض خالية من السكّان!
ولأنّ للتاريخ طريقته الوحشية العشوائية في تحديد المصائر، ولأنّه لا يرحم ضحاياه، ولا يمتثل لأبطاله دائمًا. ولأنّ البشر هم ضحاياه ونتاجه في آنٍ واحدٍ، فقد أدركت الضحيّة الفلسطينية أن عليها، لتبقي وتُبقي حقَّها في الغد، أن تجري تمييزًا ما بين حقها في الوطن وحقها في دولة علي أرض وطنها الذي جعلته العملية التاريخية بلدًا لشعبين... لعلَّ سلامًا ممكنًا يحلّ علي أرض سمِّيت مجازًا بأرض المحبّة والسلام دون أن تتمتّع بهذه التسمية.
لكنّ اللحظة التاريخيّة الراهنة ظلّت تسخر من حلم هذا السلام، لأنّ عقليّة الجيتو الإسرائيليّة تقبض علي هويّتها المضغوظة كما تقبض علي قنبلة، وتخشي من اندماج محتملٍ بين اللاعاديّ والعاديّ، وتغلق الذات علي الذات خوفًا من هواء الآخرين. والآخرون جميعًا، من الدول المعتدلة و المتطرّفة ، يتوسّلون اتفاق سلام ما كامل التطبيع والأوصاف، مقابل كيان هزيل عليل يسمَّي دولة فلسطين، قد يُلبّي عطش الهوية الفلسطينية إلي سرابٍ في صحراء هذا العبث والخراب. لكنّ الجواب هو الجواب: تنازلوا أكثر إلي أن تصبح صورة المعتدلين صورة خونة، ويصبح المتطرّفون هم أبطال المحبطين القادرون علي الحلّ. وهكذا ينتقل صراع الحضارات والأديان من فرضية إلي واقع، لأنّ الفوضي هي بديل العدل. فوضي في كلّ مكان، وتعديل خرائط. ولماذا تعجبون - يقولون - فمن حقّ من رسم خرائطكم أن يجري عليها تعديلاً ضروريًّا لمتطلبات العصر الجديد.
لكنّ كوابيسنا لم تَزُجَّ بغزة في هذا المشهد، إلي أن صحونا من الغيبوبة علي علَم ذي لون واحدٍ يصرع علمًا رباعيّ الألوانِ، وعلي محاولة انتحار المعني علانية في الشوارع، وعلي أسري بزيّ عسكريّ يسوقون أسري عُراةً إلي كاميرا النصر. انتصرنا واستقلّت غزة عن الضفّة الغربية، وصارت لشعبٍ واحدٍ دولتان - زنزانتان لا تتبادلان التحيّة. فيا لنا من ضحايا في زيّ جلادين. وأدركنا أنّ لكلّ واحدٍ منّا أكثر من أبٍ واحدٍ، لا لأننا أبناء زنا، بل لأنّ الأنا المتضخّمة تعمي البصر والبصيرة. انتصرنا، ونحن نعلم أنّ الاحتلال هو المنتصر. فمن يصدّق، في هذه اللحظة أننا نؤتمن علي مصائرنا، وعلي مستقبل بلادنا الديموقراطي التعدّدي؟
سيجد الاحتلال من بلاغة الزيف ما يُشرّع له الوصاية وبناء المزيد من المستوطنات التي ستجعل إمكانية بناء الدولة الفلسطينية واحدةً من عجائب الدنيا، وهو الذي أسهم، هو الاحتلال لا سواه، في شحن المحاصرين المحبطين بطاقة العنف التي انفجرت داخل الأسرة الواحدة. المنتصر فينا مهزوم دون أن يعلم. والمهزوم فينا لا يتعلم درس الهزيمة. لكننا نؤمن بأنّ الروح الحيّة في هذا الشعب البطل الذي استعصي علي مشروع إبادته السياسيّة علي أيدي أعدائه، ستعرف كيف تضع حدًّا لجنون أبنائه، وكيف تمنع العبث المتربّص بالمعني، من قتل المعني!
آن لي أن أتذكّر أن هذا المساء مكرّس للشعر. فماذا يفعل الشعر في زمن المحنة الطويل، تعديلاً لسؤال أدورنو الشهير؟ أكاد أقول: لا شيء، وكل شيء في آن واحد. وبين اللاشيء وكل شيء، ثمة الشيء البسيط. يصبح البسيط هو الأصعب، لأن علي اللغة الشعرية أن تلملم شظايا الواقع وأن تكون وفيّةً لتاريخيتها ولتعاليها المجازي معًا. ويصبح الصعب هو الأبسط، لأن في اللغة الشعرية من مكر الاستعارات ومراوغة الغموض ما يجعلها توحي لنا بأنها تقول ما لا تقول ولا تقول ما تقول، وبأن المعني متخفٍّ في ما وراء الكلام. قيل إن الصدق يراد من الأنبياء وإن حسن الكلام يراد من الشعراء . فكيف تسفر بشاعة واقعنا عن حسن الكلام في عملية التحويل الكيميائيّ الكبري في مختبر الشّعر؟ وبعيدًا عن أخلاقية أو لا أخلاقية عملية صنع الجمال الكلامي من موادّ تراجيدية، فليس علينا أن نصدّق الشعراء إلا إذا أتقنوا هذا الكذب الصادق. فتلك هي طبيعة مهنتهم الخاصة: لا أن يقولوا الحقيقة، كما تراها آلة التصوير، بل أن يقولوا ما حُجِب منها، ورأوه بالحدس والخيال والرؤيا وشفافية الحلم.
إنّ علي أرض وجودنا الإنسانيّ والوطنيّ ما يستحقّ الحياة. وما يستحقّ أن نحيا له وبه ومعه، يتمرأي أوضح وأصرح، في تطوير ثقافة الحياة، وهي الهبة الإلهيّة الأسمي. وإذا كان لا بدّ من موت ضروريّ، فتلك تضحية نبيلة من أجل أن تكون الحياة أجمل وأسلس، لا من أجل رفع الموت إلي مستوي الغاية المشتهاة. إن الشعر هو المرافعة النوعيّة المجانية للدفاع عن الحياة وعن حقّنا في أن نحيا حياتنا كما نريدها، ببداهة وحرية وسلام، وهو دفاع عن الروح والذاكرة الجمعية والهويّة، دفاع عن الحبّ والجمال وعمّا في أعماقنا من موسيقي خفيّة وفرح. وهو مقاومة لكل ما يجعل الحياة عبئًا علي الأحياء، ومقاومة لكل ما يعيق حرية الإنسان وتطبيع علاقته مع ذاته ومع وجوده الإنسانيّ. إنه البحث عن الأمل، أو هو اختراع الأمل.
[color:5cc5=deepskyblue:5cc5]شكرًا لكم يا ملح هذه الأرض!
سعيد- عضو فعال
- عدد الرسائل : 68
تاريخ التسجيل : 22/07/2007
رد: نصّ كلمة الشاعر محمود درويش في أمسيته الشعرية في حيفا
كلمة رائعة لشاعر فلسطين الكبير
ابن الفرات- مراقب
- عدد الرسائل : 76
تاريخ التسجيل : 17/07/2007
رد: نصّ كلمة الشاعر محمود درويش في أمسيته الشعرية في حيفا
مشكور على المرور أخوى ابن الفرات
سعيد- عضو فعال
- عدد الرسائل : 68
تاريخ التسجيل : 22/07/2007
رد: نصّ كلمة الشاعر محمود درويش في أمسيته الشعرية في حيفا
أخى سعيد
كلمة قيمة لشاعر كبيروقدير
كلمة قيمة لشاعر كبيروقدير
شمــــــوع- المشرف المميز
- عدد الرسائل : 151
الإقامة : مصر
الوظيفة : طالبة
الهوايات : القراءة
تاريخ التسجيل : 16/07/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى